إخوان أثيوبيا "اللاعب الاكبر"في نشر فكر الجماعة بالقرن الافريقي
نفوذ الإخوان في أثيوبيا ينقسم المشهد الإسلاموي الإثيوبي إلى ثلاث جماعات رئيسية: "الحركة السلفية التي تعد الأوسع والأكثر انتشارا، والحركة الفكرية المحسوبة على الإخوان، وحركة "الدعوة والتبليغ".
أما بالنسبة للفكر الإخواني فقد نشأ في الجامعات منتصف الثمانينات، ثم ترعرع في بداية التسعينيات مع تأسيس منظمة شباب مسلمي إثيوبيا، وكان أبرز قياديها من الشباب البارز (إدريس محمد وحسن تاجي، وأبو بكر أحمد محمد وسراج الدين)، وكانت تصدر مجلتي "الدعوة وبلال" وأيضًا مجلة "المنار" الصادرة عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا.
وتعبر الآن الحركة الفكرية عن الجماعة في إثيوبيا، حيث تعمل عن طريق بالشكل اللامركزي للتغلغل بين أبناء الجماعات الإسلامية الأخرى، ولا تقوم بإبراز علاقة الحركة الإخوانية بالتنظيم "الأم مصر"، وتنشر الفكر الإخواني بين الطلاب على وجه الخصوص من خلال منظمة شباب مسلمي إثيوبيا (أبرز قياديها من الشباب البارز الإخواني إدريس محمد، وحسن تاجي).
وفي السنوات الأخيرة توغل الإخوان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ووظفوه لخدمة أهدافهم، من خلال مزج مجلس الشورى العام بعضويته التي وصلت الى 300 شخصية بالمناصفة بين السلفية والصوفية.
ومن الشخصيات الحركية المؤثرة في المجلس الأعلى الإسلامي الأثيوبي: الإخواني أبوبكر أحمد محمد عضو الحركة الفكرية الإخوانية في أثيوبيا، أحمدين جمال محمد، أمير الجماعة في جامعة أديس أبابا، كامل شمسو سراج، محمد حبيب محمد، مفكر إسلامي مستقل، إدريس محمد يوسف، الذي يعتبر أهم شخصية قيادية في الحركة الفكرية الإخوانية.
وتعمل الجماعة الآن من خلال: جمعية الشباب المسلم، الجمعية الخيرية بمدينة أديس أبابا، جمعية البركة الخيرية، جمعية النهضة بمدينة هرر.
ومن خلال شبكة من المساجد تتغلغل في أوساط الشباب والمواطنين، ومنها: "مركز أولياء" الذي هو أكبر مركز إسلامي، تم تسليمه لجماعة الأحباش الصوفية، التي تنازعها الإخوان السيطرة عليه، وكذلك مسجد مويال، ومسجد "الأنوار الكبير" في قلب العاصمة أديس أبابا، الذي تعمل فيه الجماعة من خلال حلقات لتلاوة وحفظ الأحاديث، ومسجد أنور، ومركز ابن مسعود الإسلامي، الذي يتنازع فيه الإخوان مع السلفيين، ومسجد النجاشي.
ونجحت الجماعة التي ينحصر نشاطها في المناطق الحضرية والجامعات، في إنشاء مركز الثقافة والبحوث الإسلامية عام 2003 ولكن تم إغلاقه عام 2011 من قبل الحكومة، إلا أن النشاط الأبرز اللامركزي هو نشاط منظمات تابعة للتنظيم الدولي، مثل هيئة الإغاثة الإسلامية، والتي يوجد مركزها الرئيسي في المملكة المتحدة ولها نشاط كبير في أوروبا، إلى جانب جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وكينيا، ومالاوي، ومالي والنيجر، والصومال وجنوب السودان والسودان وتونس وجنوب أفريقيا.
وبدأت الهيئة نشاطها في إثيوبيا في العام 2000 وركزت على مواجهة تداعيات الجفاف خاصة في “الإقليم الصومالي” قرب الحدود مع الصومال. وبعدها بأربعة أعوام افتتحت الهيئة مكتبا في أديس أبابا لتمثيلها، وهي تركز نشاطها في إقليم العفر على الحدود الإثيوبية مع جيبوتي وإريتريا، وبرز نشاطها أثناء حرب التيجراي الأخيرة.
ويلاحظ أن نشاط الهيئة في هذه المناطق الحدودية يتطابق مع الانتشار لحركة “تضامن” المتأثرة بأيديولوجيات الإخوان المسلمين لاسيما بين العفر والصومال.
يشار إلى أن أحمد الراوي، القيادي بالتنظيم الدولي، ترأس الهيئة، ثم عصام البشير، وعبد الوهاب نور والي، وإبراهيم الزيات، المدير الحالي لهيئة الإغاثة الإسلامية في استراليا، وعدنان عبد الرحمن سيف.
ويمكن تتبع صلة الإخوان بأنشطة الهيئة في إثيوبيا منذ العام 2016 بشكل واضح عندما حل الجنوب أفريقي طاهر سالي محل الزيات رئيسًا لهيئة الإغاثة، وهو معروف في الدوائر الأمنية بصلاته مع الإخوان المسلمين العالمية وحماس، وجمعية رجال الأعمال والصناعين المستقلين “الموصياد”، وهي جمعية أعمال تركية إسلامية.
وهناك دور كبير لجمعية نكتر ترست الخيرية في أثيوبيا، وكذلك الجمعيات والمدارس الإيرانية، التي تستغلها الجماعة مثل: مدرسة أهل البيت (عيلهم السلام)، وجمعية الإمام الحسين (عليه السلام) الخيرية، ونادي الكتاب والعترة.
ويلعب الإخوان في أثيوبيا دورا كبيرا في نشر فكر الجماعة بالقرن الإفريقي وجنوب السودان، التي وصل إليها نشاطهم تحت اسم منظمة الدعوة الإسلامية، والتي بدورها أصبح لها مكتبا كبيرا في اوغندا وتشاد، وقامت الأيام الماضية بتوزيع عدد من الكتب على الجامعات، وكذا أقامت عددا من الندوات، وقامت بتوزيع 17 ألف كتاب فكري وإسلامي على جامعات جنوب السودان (جامعة جوبا - الجامعة الاسلامية لجنوب السودان - جامعة أعالي النيل - جامعة بحر الغزال) بشراكة مع دار سجيات للمطبوعات والنشر.
وقد تم انتخاب موسى المك كور، رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين في جنوب السودان، وأمينًا عاما لمنظمة الدعوة الإسلامية، بشكل مؤقت حتى خلفه أحمد محمد آدم، لتكتمل استراتيجية السيطرة على المنظمات الخيرية في إفريقيا من قبل الجماعة.
ويوجد مقر رئيسي للمنظمة في أوغندا، يقيم فيه الأمين العام للمنظمة الدعوة هو أحمد محمد آدم، الذي عمل من قبل مديراً لمنظمة التعاون الإسلامي في كل من كينيا والصومال.





